وظائف اللغة وآثارها
إعداد: سيف المصطفى
Fungsi Bahasa dan Implikasinya
Abstrak
Lemahnya penguasaan bahasa asing seperti bahasa Arab sudah lama diyakini oleh Perguruan Tinggi sebagai salah satu kendala mendasar. Kurangnya penguasaan bahasa asing dapat berimplikasi pada terbatasinya untuk mengakses informasi, kesempatan juga terbatasinya akses jaringan individual dan kemasyarakatan. Sebaliknya, penguasaan bahasa asing memperlebar akses informasi, kesempatan dan jaringan tersebut. Pada gilirannya situasi demikian dapat meningkatkan kualitas pendidikan tinggi secara kelembagaan, khususnya pendidikan tinggi Islam. Sedangkan fungsi bahasa untuk meningkatkan kualitas individu baik pembentukan jiwa maupun akal, pembentukan kualitas masyarakat, menyerap kebudayaan, serta merupakan aspek pendidikan.
الكلمات الإشارية: اللغة, وظيفة, آثار
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام وعلى آله وصحابته الأعلام ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين وبعد.
اعلم أن اللغة أداة لا غناء عنها في التفاهم ووسيلة حتمية لإعلان ما يجري في النفس من رغبات, وما تجيش به الخواطر من حاجات. استخدمتها أجناس الحيوان في حياتها ومعاشها فكانت سر بقائها وسعادتها.
وهكذا وجدت اللغة بصورها المختلفة بين أجناس الحيوان يوم أن أوجد الله سبحانه وتعالى الحياة وخلق الحيوان. فكانت إشارة وكانت رمزا وكانت صوتا أو حركة ثم كانت نطقا ولفظا.
ولقد وهب الله سبحانه اللغة العربية أعظم شرف وأجل منزلة -وأية منزلة-فكانت لغة القرآن الكريم فملأت البقاع وعمت الأرجاء فحق لها البقاء والانتشار, والتقدير والإجلال بين جميع اللغات الأخرى.
عرف ابن خلدون أن اللغة ملكة في اللسان, وكذا الخط صناعة ملكتها في اليد, وهو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس, إذ الكتابة من خواص الإنسان التي يميز بها عن الحيوان (المقدمة , ص 1252).
الوظيفة الأساسية للغة هي التعبير عن أفكار ومشاعر وانفعالات الفرد المتكلم إلى المخاطب. واللغة هي وسيلة التفاهم بين لبشر, وهي أداة لا يستغني عنها الفرد في تعامله وحياته فهي الأداة الخاصة بتصريف شؤون المجتمع الإنساني (عبد المجيد, 31:1982).
يرى إبراهيم داحس أن وظائف اللغة وآثارها تنقسم إلى أربعة أقسام وهي في الفرد, وفي المجتمع, وفي مناهل الثقافة, وفي مجالات التربية (الجلاجل, 15:1994), وهي كالتالي:
أولا : الناحية الفردية
ولقد كانت اللغة أساسا في التكوين الفردي في مجالات النفسية والعقلية, وهي كالآتي:
1. المجالات النفسية
إن اللغة أداة معبرة, تستخدم في إعلان ما تقتضيه النفس من حاجات. وما تحس من آلام وآمال, وما يعتريها من ضيق وملل, وحزن وكآبة, وفرح وسرور. ولعل رغبته الملحة في الإفصاح عن كل ما يخالج نفسه من كل أولئك, دفعه في قدرات متدرجة إلى النطق والكلام, حتى بلغ منزلة من الفصاحة والبيان, فكان النطق الإنساني أبلغ نطق, وكلامه أرقى كلام, ولا غرو فقد فضله الله سبحانه وتعالى على غيره من المخلوقات, ووهبه نعمة النطق والبيان قال تعالى في القرآن الكريم :
الرحمن (1) علم القرآن(2) خلق الإنسان(3) علمه البيان(4)
(سورة الرحمن: آية 1-4)
ومن منا يستطيع أن يكتم مشاعره وأحاسيسه, ويخفى آماله أو آلامه ؟ وإن النفس لترغب في أن يشاركها غيرها, ومن حولها في هذه المشاعر, وأن تجد استجابة من هؤلاء جميعا حتى يسرع إليها الارتياح والاطمئنان.
واللغة في هذه الجوانب النفسية تكون أداة دقيقة وبارعة في وصف هذه المشاعر, وتلك الأحاسيس في صورة فنية جميلة, تحمل أسرار البلاغة ودلائل الإعجاب. وهي بهذا ترقق المشاعر وترهف الأحاسيس وتغذي النفس بأروع الصور, وتثير الخيال فيلون العواطف ويرسم مباهج الخير والجمال.
يرى عبد المجيد أن هذه اللغة هي التي يمكن تركيب الصورة أو الفكرة الذهنية فيها مرة أخرى في الذهن أو ذهن الغير بواسطة تأليف الكلمات ووضعها في ترتيب خاص (عبد المجيد, 32:1982).
ومن هنا وجب علينا أن نستغلها في تعليم أطفالنا فنستجيب لما يظهر من العواطف والوجدان, في أية مناسبة من المناسبات. ولتنطلق الألسنة بإعلان ما يعالج في الأنفس من مشاعر وأحاسيس, فتنمو الثروة اللغوية, وتفصح التراكيب الكلامية وتتسع مجالات الدقة في التعبير والتنظيم في التفكير.
2. المجالات العقلية
يتضح لنا مما تقدم أن اللغة وإن كانت أداة التعبير, والفهم والإفهام, فهي كذلك أداة لصقل النفس وتهذيب الوجدان وإذكاء العواطف وإنماء الخيال, وأن استخدامها في كل أولئك, يدفع بالأطفال إلي الانطلاق والإفصاح والإثراء اللغوي.
وإن اللغة في المجالات العقلية ذات وظيفة مرموقة وآثار بالغة, فهي تزود العقل بكثير من الأدوات التعبيرية من الألفاظ والتراكيب, مما يكسبه قدرات على البحث والتنقيب, ويعنيه علي التفصيل والتحليل, والمقارنات والموازنات, وإصدار الأحكام السديدة والآراء الصائبة.
ومما لاشك أن اللغة تتسع مفرداتها لكل معاني الحياة, تجد الطريق أمامها ممهدا في تكوين الحياة العقلية واكتساب العقل قدرات على حل المعضلات وتفنيد المشكلات وتقديم الحلول مصحوبة بالأدلة والبراهين.
ونرى أن اللغة ذات آثار بناءة: في القدرات العقلية, وعناصر التفكير, فهي تحمل للعقل أنماطا من الأساليب, وتنقله من تفكير إلى تفكير, وتعنيه على الفهم العميق والإدراك الواسع وتوليد المعاني والأفكار والالتزام بالدليل والبرهان والإقناع بالحجة والبيان.
يرى ابن عيسى أن الإنسان يتميز عن سائر المخلوقات بالقدرة على التصور والتجريد والتحليل والتركيب, ولذلك فإن من وظائف اللغة هي:
أ- أنها وسيلة لإبراز الفكر من حيز الكتمان إلى حيز الظهور
ب- أنها عماد التفكير الصامت والتأمل, ولولاها لتعذر على الإنسان أن يستخرج الحقائق عندما يسلط عليها أضواء فكره (ابن عيسى, 78:1971).
ومن هنا ينبغي استخدام اللغة في التكوين العقلي, والاعتماد عليها في التفكير المنطقي, فنأخذ الأطفال بتنسيق الكلام, وتنظيم العبارة حتى تؤدي المعنى المقصود في دقة ومهارة, وأن نتخذ من اللغة مجالا لاكتساب عادات تفكيرية هادفة, فنراعي التسلسل المنطقي والتنظيم العقلي في مجالات التعبير عن كل ما يجري في أذهان الأطفال من تفكير.
ثانيا : الناحية الاجتماعية
إذا كان اللغة آثار واضحة في الفرد, فإنها كذلك ذات آثار واضحة في تكوين المجتمع, ولقد نالت من نفس الفرد جوانبها المختلفة, فزكت وصفت, وارتفعت المشاعر, وسما الوجدان, ونالت من العقل جوانب متعددة, فنما التفكير واستقام وقدر على حل المشكلات واتسعت دائرة المعرف وزادت الخبرات.
رأى سابير (Sapir) أن اللغة هي التي تجعل مجتمعا ما يتصرف ويفكر بالطريقة التي يتصرف ويفكر فيها. وأن ذلك المجتمع لا يستطيع رؤية العالم إلا من خلال لغته, فالبشر واقعون تحت رحمة تلك اللغة المعينة, التي اتخذوها وسيلة للتفاهم في مجتمعهم. حقيقة الأمر أن العالم الحقيقي مبني إلى حد كبير على العادات اللغوية لمجتمع معين (شاهين, 1980:145).
واللغة هي أداة التفاهم والتخاطب, جاءت وليدة الحاجة للتعبير عن المقاصد والرغبات, والإفصاح عن الميول والنزعات. ولم يجد الفرد عنها بديلا, ولا مناص من أن يستخدمها أفراد المجتمع, أداة للتفاهم, ووسيلة لقضاء الحاجات, وتبادل المنافع مما كان له أعظم الأثر في رقي المجتمعات وسعادة الأفراد واتساع دائرة العمران, وحسب اللغة من ذلك توالد الألفاظ والقدرة على إنشاء العبارات والتراكيب, وابتكار الأساليب, وإنماء الخيال, وخلق الصور والتشبيهات.
ولقد كانت اللغة عنصرا أساسيا في التكوين الاجتماعي, في مجالات النفس والعقل والأخلاق والعادات. فنهلت العقول من مناهل اتحدت كئوسها وحملت إليها اللغة معارف وخبرات, جاءت لبنات في بناء عقل إنسان هذا المجتمع, حين تبادلت هذه الخبرات وتلك المعارف مما يرقى بالفكري الإنساني, ويميزه من غيره ويستطيع التغلب على مصاعب الحياة, ويوفر لمجتمعه الذي يعيش بين أفراده الخير والسعادة. وينهض به في مجالات الحياة.
واللغة كذلك عنصر قوي فعال, في إشاعة الحب والتآلف, وربط الأفراد في محيط مجتمعهم برباط الوفاء والإخلاص, والعواطف المتبادلة والرغبة الخالصة قي التعاون المشترك, ووحدة المشاعر والوجدان, وهنا تتقارب الميول والنزعات وتنشأ وحدة في الأفكار والأهداف, والغايات والأخلاق والعادات والقيم والمثل, وينشأ مجتمع معتصم برباط الوحدة في غير تفرق.
ومن الروابط الاجتماعية التي تحققها اللغة, أنها وعاء لحضارات الماضي, تحتفظ بالتراث الحضاري, والأثر التاريخي والمجد الروحي, ولذا فإن المجتمعات تحاول دائما ربط حاضرها بماضيها, حتى تظل قيمها الإنسانية والروحية قائمة على امتداد التاريخ, ترعاها الأجيال الحاضرة واللاحقة.
ثالثا : في مناهل الثقافة
رأى إبراهيم داحس أن اللغة مرآة الحضارات الإنسانية لدى الشعوب وجميع الأمم, وهي كنز عظيم وأمين يدخر التراث الإنساني, وما أنتجته العقول والقرائح من علوم ومعارف وما صدر عن النفس والوجدان من عواطف, وقيم ومثل في مجالات الفنون والآداب (الجلاجل, 20:1994)
تعتبر اللغة ذات وظيفية ثقافية هامة, فهي الوسيلة التي تحمل من جيل إلى آخر الثقافة والعلوم والفن والأدب. وقبل بدء استعمال الكتابة كانت اللغة وسيلة نقل تراث المجتمع العلمي والثقافي من جيل غلى آخر (عبد المجيد, 35:1982)
ولقد كانت هذه المدخرات ركائز تعتمد عليها الأجيال في النهوض بحاضرهم وبناء مستقبلهم, فاستمدوا منها العلم والمعرفة, واغترفوا مما ادخرت كثيرا من خبرات وتجربة, فنمت العقول واتسعت دائرة المعارف وارتقت الحياة العلمية وانتشرت الحضارة وعمت الرفاهية وكثرت المخترعات وازداد العمران.
ووجدت الآداب والفنون حظا موفورا, قد ادخرت اللغة كثيرا منه فيما كان من ذخائر الماضين فاستعانت به واستمدت كثيرا منه, ولقد وجدت فيه ما كان سببا في ازدهارها ورقيها وإذكاء العواطف والوجدان وسمو الخيال.
والأمم إنما تقاس بمدى ما بلغته من حضارات في مجالات العلوم والفنون والآداب وما هي عليه من تقدم في الفكر ورقي في الوجدان ونبل في القيم وسمو في الأخلاق وما تحمله لغتها من حقائق علمية وألوان أدبية ودراسات ثقافية. ومنهجها في البحث والتحليل والموازنة والاستنباط والعمق في التفكير.
وإذا كان هذا هو شأن اللغة في مجالات العلوم والفنون, فإنها تكون الميدان الفسيح الذي يلتقي فيه أطفالنا لينهلوا مما حملت لغتهم من تراث أجدادهم من علوم وفنون وآداب, وسيجدون فيه كثيرا من التجارب والخبرات ويستقون منه المعارف ويكتسبون المهارات فتنضج العقول وترتقي الأفكار وتتهذب النفس ويسمو الوجدان فتنهض الأجيال وتعلو منزلة الأمة وبخاصة حين تعني بالقيم الروحية, وتتخذ من الدراسات اللغوية وآدابها, منهجا تستعين به في إدراك أسرار القرآن الكريم ودلائل إعجازه حتى تجتمع القلوب على مبادئ الدين الحنيف, وعبادة الله وحده فتأتلف القلوب وتتحد الآراء وتعلو راية الإسلام في ظل القرآن وإحياء اللغة وبعث التراث الإسلامي والعناية به.
رابعا : في مجالات التربية
ظلت التربية في الماضي تعني بدراسة اللغة, على أنها هدف خاص مقصود لذاته, ومضى التعليم يحقق هذه الغاية, إحياء اللغة وآدابها وما يتصل بها من علوم أخرى. وكانت النظرة السائدة – قديما- في تعليم اللغة وغيرها, أن يتعلمها الأطفال كما يتعلمها آبائهم من قبل, دون اهتمام بما لها من تأثير في حياة الأطفال وفي نموهم الجسمي والعقلي والوجداني وفي حياتهم المستقبلة.
لذا غلب على تعليم اللغة الاهتمام بالحفظ والتلقين, واجترار ما هو محفوظ في صباح كل يوم, وازدحمت عملية التعليم بالإلقاء والعناية بالمصطلحات القاعدية والحصيلة اللغوية واستظهار الأساليب المختلفة.
ومما لاشك فيه أن هذه الاتجاهات التربوية قد أثقلت كاهل الأطفال وحملتهم كثيرا مما لا يطيقون فأسرع عليهم السأم واعتراهم كثير من الضيق والملل, وكان من أثر ذلك كراهية التعليم وفرار من المدارس.
ولكن الدراسات التربوية الحديثة قد غيرت هذه المفاهيم, وغدا الطفل موضعا المربين, وهدفا مقصودا في مجالات التربية وهذه المواد الدراسية إنما تحقق إعداده إعدادا يتلاءم البيئة والحياة.
واللغة في هذا المجال هي الوسيلة الوحيدة والعنصر الأساسي الذي يمكنه من هذا الإعداد, وهي القديرة على أن تخلق منه مواطنا صالحا, ناضج العقل مهذب النفس يعرق ربه ويخدم وطنه ويعلي شأن دينه, دين الإسلام.
فتعليمه اللغة العربية يجعله قادرا على تفهم القرآن وأحاديث الرسول وإحياء التراث الإسلامي والتزود بزاد من الثقافات الدينية. فضلا عن الإحاطة بذخائر اللغة وآدابها, واستخدمها في مجالات العلوم الكونية والعلاقات الإنسانية والاتصالات الاجتماعية.
هذا وهي وسيلة التأليف والشرح والتدريس, وإنها لتنتظم جميع العلوم والفنون وأداة الفهم والإفهام, فبها يجري النطق كما تكون الكتابة والقراءة قي ميادين الحياة التعليمية والعلمية والأدبية والفنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وإنها لتحتوي كل العلوم الكونية والإنسانية وترقى بها.
المراجع:
القرآن الكريم
الجلاجل, إبراهيم داهس,1994. الطرق الخاصة في تدريس اللغة العربية, المملكة العربية السعودية. الوكالة المساعدة للتطوير التربوي.
شاهين, توفيق محمد, 1980. علم اللغة العام, القاهرة: مكتبة وهبة.
عبد المجيد سيد أحمد منصور, 1982. علم اللغة النفسي, المملكة العربية السعودية. جامعة الملك سعود.
ابن خلدون, 1967. مقدمة ابن خلدون. تحقيق على عبد الواحد الوافي, 4 مجلدات, القاهرة. ص 1252.
ابن عيسى, حنفي. 1971. محاضرات في علم النفس اللغوي. الشركة الوطنية للنشر والتوزيع.
اصطلاحات معاصرة: Istilah-istilah Populer
آثار : Implikasi
توعية- توعيات : Indoktrinasi
تصور- تخيل : Imajinasi
وهم- اوهم : Ilusi
مبادءة : Inisiatif
انضباط : Disiplin
انتعاش : Penyegaran
انطباع : Tanggapan
ابتكار, ابتداع : Inovasi
إنجازات : Prestasi
23 Jun 2009
Langganan:
Posting Komentar (Atom)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar