أ- مقدمة
الإلكترونيات هي العلم والتقنية التي تختص بانتقال الدقائق المشحونة في مادة شبه موصلة، وهي فرع وثيق الصلة بعلم الكهرباء حيث تقوم الأجزاء الإلكترونية بالتحكم في الإشارة الكهربائية لتوليد النتائج المطلوبة. تؤدي الإلكترونيات دورا هاما في حياتنا اليومية, مثل التلفزيون والراديو وأنظمة الصوت والرادارات والأشعة السينية وأجهزة الاتصالات والضوئيات والطائرات والسيارات والآلاف من الأجهزة الإلكترونية الأخرى.
وكذلك في عملية التعليم والتعلم، نعيش الآن عصر التكنولوجيا التعليمية التي انعكس تأثيرها على التعليم الذي هو طريق التقدم والرقي لأي مجتمع، وإذا كان المعلم يمثل أحد أركان العملية التعليمية، فإن إعداد المعلم لا بد وأن يواكب التطور الحادث في التعليم، وهذا يدعو المؤسسات التربوية المهتمة بإعداد المعلم إلى إعادة النظر في برامج إعداد المعلم، والمداخل التربوية التي يقوم عليها إعداده وإضافة الجديد إليها والعمل على تحسين وتطوير القائم منها.
يسلط هذا البحث على دور المعلم في التعلم الإلكتروني حيث أن للمعلم مكانة خاصة في العملية التعليمية، بل إن نجاح العملية لا يتم إلا بمساعدة المعلم. فالمعلم ما يتصف به من كفاءات وما يتمتع به من رغبة وميل للتعليم هو الذي يساعد الطالب على التعلم ويهيئه لاكتساب الخبرات التربوية المناسبة. صحيح أن الطالب هو محور العملية التعليمية وأن كل شيء يجب أن يكيف وفق ميوله واستعداداته وقدراته ومستواه الأكاديمي والتربوي، إلا أن المعلم لايزال العنصر الذي يجعل من عملية التعليم والتعلم ناجحة وما يزال الشخص الذي يساعد الطالب على التعلم والنجاح في دراسته ومع هذا فإن دور المعلم اختلف بشكل جوهري بين الماضي والحاضر فبعد ان كان المعلم هو كل شيء فى العملية التعليمية هو الذي يحضر الدروس وهو الذي يشرح المعلومات وهو الذي يستخدم الوسائل التعليمية وهو الذي يضع الاختبارات لتقييم التلاميذ فقد أصبح دوره يتعلق بالتخطيط والتنظيم والإشراف على العملية التعليمية أكثر من كونه شارحا لمعلومات الكتابي المدرسي لابد لنا قبل الحديث عن دور المعلم في عصر الانترنيت والتعلم الالكتروني أن تستعرض دور المعلم بين القديم والحديث، حيث تغير دور المعلم تغيرا ملحوظا من العصر الذي كان يعتمد على الورقة والقلم كوسيلة للتعلم والتعليم إلى العصر الذي يعتمد على الحاسوب والانترنيت وهذا التغير جاء انعكاسا لتطور الدراسات فى مجال التربية بخاصة وما تمخضت عنه من نتائج وتوصيان، حيث كانت قديما تعتبر المعلم العنصر الأساسي فى العملية التعليمية والمحور الرئيسي لها، ولكنها الآن تعتبر الطالب المحور الأساسي، وتبعا لذلك فقد تحول الاهتمام من المعلم الذي كان يستأثر بالعملية التعليمية إلى الطالب الذي تتمحور حوله العملية التعليمية وذلك عن طريق إشراكه في تحضير وشرح بعض أجزاء المادة الدراسية، واستخدام الوسائل التعليمية والقيام بالتجارب المختبرية والميدانية بنفسه والقيام بالدراسات المستقلة وقيم أدائه أيضا، كل هذه المحاور سيناقشها البحث ولكنه يركز على دور المعلم في التعلم الإلكتروني.
ب- التعريف عن التعليم الإلكتروني
هناك عدة التعريفات عن التعليم الإلكتروني، منها:
يشير عامر (2007: 19) إلى أن التعليم الإلكتروني يعني: تقديم محتوى تعليمي (إلكتروني) عبر الوسائط المعتمدة على الكمبيوتر وشبكاته إلى المتعلم بشكل يتيح له إمكانية التفاعل النشط مع هذا المحتوى ومع المعلم ومع أقرانه سواء أكان ذلك بصورة متزامنة synchronous أم غير متزامنة asynchronous وكذا إمكانية إتمام هذا التعلم في الوقت والمكان وبالسرعة التي تناسب ظروفه وقدراته، فضلا إمكانية إدارة هذا التعلم أيضا من خلال تلك الوسائط.
عرّف الجندي (391:2005) التعليم الإلكتروني E-Learning على أنه التعلم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين وبين المتعلمين والمؤسسة التعليمية برمتها، وهناك مصطلحات كثيرة تستخدم بالتبادل مع هذ1 المصطلح منها: Online Education, Web Based Education, Electronic Education وغيرها من المصطلح.
قال الموسى عميد كلية الحاسب والمعلومات بجامعة الإمام بالرياض http://www.al-soman.com أن التعليم الإلكتروني هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة و رسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونية وكذلك بوابات الإنترنت سواء كان عن بعد أو في الفصل الدراسي، المهم المقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومات للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة)
أما قال الزركاني www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Student أن التعليم الإلكتروني هو صف دراسي يقوم بتأمين المادة الدراسية كما يقوم الهاتف الخلوي بتأمين المكالمة الهاتفية في محطة للحافلات، على سبيل المثال يتيح التعليم الإلكتروني لمنتسبيه التعلم في أي مكان وفي أي وقت طالما كان لديهم حاسب مناسب, مثلما يتيح لكم الهاتف الخلوي الإتصال في أي وقت وعادة من أي مكان طالما كان لديكم جهاز هاتف مناسب.
ج. أهداف التعليم الإلكتروني
أهداف التدريب عن التعليم الإلكتروني هي تسعي معظم برامج التدريب عن بعد في مختلف أنحاء العالم إلي تحقيق مجموعة من الأهداف نذكر منها:
1. خلق بيئة تعليمية تعلمية من خلال تقنيات الإلكترونية جديدة والتنوع في مصادر المعلومات والخبرة
2. تعزيز العلاقة بين أوليآء الأمور والمدرسة، وبين المدرسة والبيئة الخارجية.
3. دعم عملية التفاعل بين الطلاب والمتعلمين والمساعدين من خلال تبادل الخبرات التربوية والآراء والمناقشات والحوارات الهادفة.
4. إكساب المعلمين المهارات التقنية لاستخدام التقنيات التعليمية الحديثة
5. تعزيز المنهج من خلال القيام بأنشطة الإلكترونية
6. تزويد المتعلم بمهارات العلم الذاتي
7. تطور دور المعلم فى العملية التعليمية حتى يتواكب مع التطورات العلمية التكنولوجية المتلاحقة.
8. جعل التدريب أكثر مرونة وتحريره من القيود المعقدة حيث تتم الدراسة دون وجود عوائق زمانية ومكانية كالاضطرار للسفر لمراكز الجامعات و معاهد التدريب
9. الإسهام في رفع المستوي الثقافي والعلمي والاجتماعي لدي أفراد المجتمع
10. سد النقص في أعضاء هيئة التدريس والمدربين المؤهلين في بعض المجالات، كما يعمل علي تلاشي ضعف الإمكانيات.
د. أهمية التعليم الإلكتروني
عرّف عامر (2007: 25) أن من أهمية التعليم الإلكتروني ما يلي :
1. يعتبر التعليم الإلكتروني مفيد في تنمية المدرسين مهنيا، خاصة الذين يعملون بنظام الدوام fulltime حيث يجدون صعوبة في حضور المقررات التقليدية المقدمة داخل الحرم الجامعي.
2. يفيد التعليم الإلكتروني في تغير طريقة أسلوب جمع المادة العلمية والبحثية التي يحتاجها الطلاب لأداء واجباتهم.
3. يساعد التعليم الإلكتروني على تعلم اللغة الأجنبية.
4. يمكن للتعليم الإلكتروني أن يفيد الطلاب غير القادرين وذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك الطلاب غير القادرين على السفر يوميا إلى المدرسة بسبب ارتفاع كلفة المواصلات أو تعطله وسائل المواصلات العامة.
5. يساعد التعليم الإلكتروني على التعلم الذاتي والذي يسهل فيه المعلم للمتعلم الدخول إلى مجتمع المعلومات.
6. يفيد التعليم الإلكتروني قطاع كبير من العاملين في المؤسسات المختلفة
7. يكون للتعليم الإلكتروني ذا فاعلية لسكان المجتمعات الذاتية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال التعليم والتدريب.
ﻫ. فوائد التعليم الإلكتروني
عرّف عامر (2007: 70) أن من فوائد التعليم الإلكتروني ما يلي :
1. الحصول على مواد تعليمية أكثر
2. قدرة أحسن على محتوى التعلم
3. الملائمة
4. التطبيق العملي
5. المرونة
6. الدمج العالمي للمفاهيم والمصطلحات الجديدة
7. زيادة التفاعل بين الزملاء حيث التعلم التعاوني
8. زيادة التفاعل بين أكثر من معلم متاح عبر شبكة الانترنت
9. زيادة جودة التعلم و التركيز على مهارات التفكير التأملي النقدي
10. مساعدة الطلاب على الكشف عن ممارسة مهنية أفضل واكتساب معارف جديدة.
و. عيوب التعليم الإلكتروني
عرّف عامر (2007: 71) أن من عيوب التعليم الإلكتروني ما يلي :
1. ارتفاع كلفة التعليم الإلكتروني في كل مقرر من مقررات الفصول الدراسية في السنة الواحدة في مقابل التعليم التقليدي.
2. انتقاء العلاقة الحميمة بين الأستاذ والطالب.
3. الأضرار البدنية والذهنية التي يمكن أن تصيب الطالب من كثرة الجلوس والتركيز أمام الحاسوب والتعامل مع الانترنت خاصة الأضرار التي ربما تصيب العين من الأشعة المنعكسة من الشاشات وآلام الظهر وما إلى ذلك.
4. قد لا يكون كل الطالب قادرا على التعامل مع الحاسوب، وذلك حسب القدرات الذاتية أو الفروق الفردية بين الأشخاص.
5. قد يلغي التعليم الإلكتروني عادات ومهارات القراءة وهي قيمة تربوية
6. قد يلغي التصفح الإلكتروني التعايش الوجداني الذي يحدث بالنسبة للكتاب الورقي حيث أن الكتاب الورقي يساعد القارئ أن يقرأ ما بين السطور ويصل بخياله مع ما يقصده المؤلف من معان وأفكار وتفسيرات ويكتسب خبرات تربوية عديدة، كسرعة الفهم والاستيعاب والشعور بالمتعة الفكرية والوجدانية خلال معايشته للكتاب المطبوع التقليدي.
ز. أنواع التعليم الإلكتروني
عرف عامر (2007: 28) أن من أهم أنواع التعليم الإلكتروني ما يلي:
1. التعلم المعتمد على الكمبيوتر، وهو التعلم الذي يتم بواسطة الكمبيوتر وبرمجياته ويتيح هذا النوع من التعلم إمكانية تفاعل المتعلم مع المحتوى التعليمي دون الفاعل مع المعلم أو الأقران.
2. التعلم المعتمد على الشبكات، وهو التعلم الذي فيه توظف إحدى الشبكات ومن أهمها:
أ. التعلم المعتمد على الشبكة المحلية LAN
ب. التعلم المعتمد على الشبكة النسيجية أو العنكبوتية WEB
ج. التعلم المعتمد على الانترنيت INTERNET
3. التعلم الرقمي، وهو الذي يتم من خلال وسائط تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرقمية (الكمبيوتر وشبكاته، شبكة الكابلات التلفزيونية، أقمار البث الفضائي...)
4. التعلم عن بعد، وهو التعلم الذي يتم من خلال كافة وسائط التعلم سواء التقليدية (المواد المطبوعة، أشرطة التسجيل، الراديو، التلفزيون...) أو الحديثة (الكمبيوتر وبرمجياته وشبكته، القنوات الفضائية والهاتف النقال أو المحمول...) ويكون فيه الطالب بعيدا مكانيا أو زمانيا أو الاثنين معا عن المعلم.
ح. دور التعليم الإلكتروني لمعلمي اللغة العربية
تعد شبكة الإنترنت نظام لتبادل الاتصال والمعلومات اعتمادا على الحاسوب، حيث يحتوي نظام الشبكة العالمية على ملايين الصفحات المترابطة عالميا والتي يمكن من خلالها الحصول على الكلمات والصوت وأفلام الفيديو والافلام التعليمية وملخصات رسائل الدكتورة والماجستير والابحاث التعليمية المرتبطة بهذه المعلومات من خلال الصفحات المختارة. أن الاستخدام الواسع للتكنولوحيا وشبكة الانترنيت العالمية أداى إلى تطور مذهل وسريع في العملية التعليمية كما أثر في طريقة أداء المعلم وانجازاتها في غرفة الصف حيث صنع طريقة جديدة للتعليم ألا وهي طريقة التعليم الالكتروني والذي يعتبر تعليم جماهيري يقوم على أساس فلسفة تؤكد حق الإفراد في الوصول إلى الفرص التعليمية المتاحة بمعنى أنه تعليم مفتوح لجميع الفئات لا يتقيد بوقت وفئة من المتعلمين ولا يقتصر على مستوى أو نوع معين من التعليم. فهو يتناسب وطبيعة حاجات المجتمع وأفراده وطموحاته وتطور مهنهم ولا يعتمد على المواجهة بين المعلم والمتعلم وإنما على نقل المعرفة والمهارات التعليمية إلى المتعلم بواسائط تقنية متطورة ومتنوعة مكتوبة ومسموعة ومرئية تغني عن حضوره إلى داخل غرفة الصف.
وتتطلب هذه الطريقة من المعلم أن يلعب أدوار تختلف عن الدور التقليدي المحصور في كونه محددا للمادة الدراسية شارحا لمعلومات الكتاب المدرسي منتقيا للوسائل التعليمية، متخذا للقرارت التربوية وواضعا للاختبارت التقويمية، فاصبح دوره يرتكزعلى تخطيط العملية التعليمية وتصميمها وإعدادها على العملية التعليمية علاوة على كونه مشرفا ومديرا وموجها ومرشدا ومقيما لها. فالمعلم في هذه الطريقة يحاول أن يساعد الطلاب ليكونوا معتمدين على أنفسهم نشطين مبتكرين وصانعي مناقشات ومتعلمين ذاتيين بدل أن يكونوا مستقبلي معلومات، فهي بذلك تحقق النظريات الحديثة في التعليم المعتمدة والمركزة على المتعلم وتحقق أسلوب التعلم الذاتي له. وسوف نتطرق إلى مفهوم التعليم الإلكتروني ومستوياته ودوره في تحسين الذاكرة قبل أن نفصل دور المعلم في عصر التعليم الإلكتروني لغرض ربط الموضوع وزيادة المعرفة الإلكترونية التي لها علاقة به والقصد منها التوصيف النظري للتعليم الإلكتروني .
قد يتبادر إلى ذهن من يقرأ عنوان الموضوع، أننا بإدخال تقنية الحاسب والتعليم الإلكتروني نلغي دور المعلم في العملية التربوية التعليمية فالتعليم الإلكتروني لا يعني إلغاء دور المعلم بل يصبح دوره أكثر أهمية وأكثر صعوبة فهو شخص مبدع ذو كفاءة عالية يدير العملية التعليمية باقتدار ويعمل على تحقيق طموحات التقدم والتقنية. لقد أصبحت مهنة المعلم مزيجا من مهام القائد ومدير المشروع البحثي والناقد والموجه،
ولكي يكون دور المعلم فعالاً يجب أن يجمع المعلم بين التخصص والخبرة مؤهلاً تأهيلاً جيداً ومكتسباً الخبرة اللازمة لصقل تجربته في ضوء دقة التوجيه الفني .
ولا يحتاج المعلمون إلى التدريب الرسمي فحسب بل والمستمر من زملائهم لمساعدتهم على تعلم أفضل الطرق لتحقيق التكامل ما بين التكنولوجيا وبين تعليمهم . ولكي يصبح دورالمعلم مهما في توجيه طلابه الوجهة الصحيحة للاستفادة القصوى من التكنولوجيا على المعلم أن يقوم بما يلي :
1) أن يعمل على تحويل غرفة الصف الخاصة به من مكان يتم فيه انتقال المعلومات بشكل ثابت وفي اتجاه واحد من المعلم إلى الطالب إلى بيئة تعلم تمتاز بالديناميكية وتتمحور حول الطالب حيث يقوم الطلاب مع رفقائهم على شكل مجموعات في كل صفوفهم وكذلك مع صفوف أخرى من حول العالم عبر الإنترنت .
2) أن يطور فهما عمليا حول صفات واحتياجات الطلاب المتعلمين
3) أن يتبع مهارات تدريسية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات والتوقعات المتنوعة والمتباينة للمتلقين
4) أن يطور فهما عمليا لتكنولوجيا التعليم مع استمرار تركيزه على الدور التعليمي الشخصي له .
5) أن يعمل بكفاءة كمرشد وموجه حاذق للمحتوى التعليمي
ومما لاشك فيه هو أن دور المعلم سوف يبقى للأبد وسوف يصبح أكثر صعوبة من السابق , فالتعليم الإلكتروني لا يعني تصفح إنترنت بطريقة مفتوحة ولكن بطريقة محددة وبتوجيه لاستخدام المعلومات الإلكترونية وهذا يعتبر من أهم أدوار المعلم.
ولأن المعلم هو جوهر العملية التعليمية لذا يجب عليه أن يكون منفتحا على كل جديد وبمرونة تمكنه من الإبداع والابتكار.
الدور الذي يضطلع به المعلم في التعليم بشكل عام دور هام للغاية لكونه أحد أركان العملية التعليمية ، وهو مفتاح المعرفة والعلوم بالنسبة للطالب ، وبقدر ما يملك من الخبرات العلمية والتربوية ، وأساليب التدريس الفعالة ، يستطيع أن يخرّج طلاباً متفوقين ومبدعين ، وفي التعليم الإلكتروني تزداد أهمية المعلم ويعظم دوره ، وهذا بخلاف ما يظنه البعض من أن التعليم الإلكتروني سيؤدي في النهاية إلى الاستغناء عن المعلم.
وفي الواقع فإن التعليم الإلكتروني لا يحتاج إلى شيء بقدر حاجته إلى المعلم الماهر المتقن لأساليب واستراتيجيات التعليم الإلكتروني ، المتمكن من مادته العلمية ، الراغب في التزود بكل حديث في مجال تخصصه ، المؤمن برسالته أولا ثم بأهمية التعلّم المستمر .
التعليم الإلكتروني يحتاج إلى المعلم الذي يعي بأنه في كل يوم لا تزداد فيه خبرته ومعرفته ومعلوماته فإنه يتأخر سنوات وسنوات ، لذا فإن من المهم جداً إعداد المعلم بشكل جيد حتى يصل إلى هذا المستوى الذي يتطلبه التعليم الإلكتروني ، وهذا لا يمكن أن يتأتي في ظرف أيام أو أشهر معدودة بل يحتاج الأمر إلى عمل دؤوب وجهد متواصل وتوعية دائمة .
كما أن الأمر ليس كما يفهمه البعض من أن عدة دورات في الحاسب الآلي على بعض التطبيقات يمكن أن تخرج لنا معلماً إلكترونياً ، فهناك العديد من المعلمين الذين يجيدون استخدام الحاسب الآلي إلى درجة الاحتراف ولكنهم غير قادرين على توظيف هذه المعرفة في العملية التعليمية والتربوية والممارسات الفصلية ، بسبب غياب فلسفة التعليم الإلكتروني واستراتيجياته.
ومنهم من يوظفها توظيفاً تقليدياً ، يسيء إلى التعليم الإلكتروني أكثر مما يفيده ، وذلك عندما تستخدم التقنية مع نفس ممارسات التعليم التقليدي فيكون بذلك كمن يلطخ وجه عجوز بمساحيق جميلة.
إن المعلم لكي يصبح معلماً إلكترونياً يحتاج إلى إعادة صياغة فكرية أولاً يقتنع من خلالها بأن طرق التدريس التقليدية يجب أن تتغير لتكون متناسبة مع العلم المعرفي الهائل التي تعج به كافة مجالات الحياة ، ولا بد أن يقتنع بأنه لن يصنع وحيداً رجال المستقبل الذين يعول عليهم المجتمع والأمة في صنع الأمجاد وتحقيق الريادة.
إذاً لابد له من تعلم الأساليب الحديثة في التدريس والاستراتيجيات الفعالة والتعمق في فهم فلسفتها وإتقان تطبيقها ، حتى يتمكن من نقل هذا الفكر إلى طلابه فيمارسونه من خلال أدوات التعليم الإلكتروني.
يشير نبهان (2008: 29) إلى أن المعلم له أدوار جديدة، وهي:
1. تحقيق التعلم الفعال بأقصى مشاركة للطلبة
2. التنويع في أساليب التعليم لتتواءم والحاجات المتنوعة للطلبة، وتراعي الفروق الفردية بينهم
3. استخدام نشاطات يكون الطلبة فيها هم المحور بحيث يملكون الخيارات ويتمكنون من تحديد مدى تحقيق أهدافهم
4. استخدام تطبيقات من الحياة اليومية بحيث تربط ما يتعلمه الطلبة بحياتهم العملية، وبما يمكن البناء عليه مستقبلا.
قال ابن عبد العزيز(2008: 14) أن دور المعلم يتغير من مجرد ناقل للمعلومات إلى معلم قادر على القيام بدور الميسر والموضح والمقوم والمرشد والمدرب والمحتدى والقائد البناء، ويوضح شكل تلك التحولات كما يلي:
الممارسات التربوية من إلى
الأنشطة الصفية التمركز حول المعلم التمركز حول المتعلم
دور المعلم قارىء للحقائق، ومصدرا وحيدا للمادة التعليمية متعاون، متعلم، مرشد، ومدرب ...
دور المتعلم مستمع ومتلق للمعلومات متعاون، مكتشف، باحث وخبير فى المادة التعليمية
الأهداف التعليمية التركيز على الحقائق بناء العلاقات المساعدة على الابتكارية في الأداء
مفهوم المعرفة مجرد تراكم للحقائق بنائية هادفة
دليل النجاح كمية الحقائق التي يستطاع تذكرها الجودة فى الفهم
التقويم خطى – معياري المرجع غير خطى – محكي المرجع
ويمكن تلخيص كل من التحولات التي تحدث فى النموذج لاستخدام تكنولوجيا في ثمان تحولات تتمثل فيما يلي:
1. من التعلم الخطى إلى التعلم غير الخطى متعدد الوسائط
2. من التدريس إلى البناء والاكتشاف
3. من التمركز حول المعلم إلى التمركز حول المتعلم
4. من الحفظ إلى معرفة طرق الوصول إلى المعرفة (كيف تتعلم)
5. من التعليم المدرسي إلى التعليم مدى الحياة وفي أي مكان
6. من التعليم المفروض على الجميع إلى التعليم المكيف بحسب طبيعته
7. من المدرسة كمكان تعذيب إلى المدرسة كمصدر للمتعة
8. من المعلم كمرسل إلى المعلم كميسر لحدوث التعلم.
ويشير زين الدين (330:2007) إلى تحسين مستوى الكفايات في تكنولوجيا المعلومات للمعلمين الجدد في فصول التعليم أنه :
1. يجب على مؤسسات الإعداد التربوي رفع مستوى دمج التكنولوجيا في برنامج الإعداد بشكل عام.
2. يجب أن يتم تشجيع وتدعيم أعضاء هيئة التدريس لوضع نماذج لدمج التكنولوجيا.
3. يجب أن تعهد كليات التربية بخطة في تكنولوجيا المعلومات تركز على دمج هذه التكنولوجية في عمليتي التعليم والتعلم وليس على توفير الأجهزة والتسهيلات التكنولوجية.
وللمعلم في عصر الانترنت دور مرتبط بأربع مجالات (نصر، 123:2007) هي :
1. تصميم التعليم
2. توظيف التكنولوجيا
3. تشجيع تفاعل الطلاب
4. تطوير التعلم الذاتي
ط. الفرق بين التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي
الفروقات بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني:
الرقم نموذج التعليم التقليدي نموذج التعليم الإلكتروني
1 المدرس هو المصدر الأساسي للتعليم المدرس هو موجه ومسهل لمصادر التعليم
2 المتعلم يستقبل أو يستسقى المعرفة المتعلم يتعلم عن طريق الممارسة والبحث الذاتي
3 المتعلم يعمل مستقلا بدون الجماعة (إلى حد ما) المتعلم يتعلم في مجموعة ويتفاعل مع الآخرين
4 كل المتعلمين يتعلمون ويعملون نفس الشيئ المتعلم يتعلم بطريقة مستقلة عن الآخرين وحسن ظروفه
5 المدرس يتحصل على تدريب أولى ومن ثم على التدريب عند الضرورة المدرس في حالة تعلم مستمر أو متواصل حيث يبدأ بالتدريب الأولى ويستمر بدون انقطاع
6 المتعلم المتميز يستكشف ويعطى له الفرصة في تكميل تعليمه المتعلم له فرصة الحصول على التعليم والمعرفة بدون عوائق مكانية أو زمانية ومدى الحياة
7 يعتمد على الحفظ والاستظهار ويركز على الجانب المعرفي لدى المتعلم على حساب الجوانب الأخرى يعتمد على طريقة حل المشكلات وينمي لدى المتعلم قدرته الإبداعية الناقدة
8 المعلم ناقل وملقن للمعلومات دور المعلم هو الإرشاد والتوجيه والنصح والمساعدة وتقديم المشورة
9 تقبل أعداد محدودة كل عام دراسي وفقا للأعداد المتاحة يسمح بقبول أعداد غير محدودة من أنحاء العالم
ي. الإختتام
تؤدي الإلكترونيات دورا هاما في حياتنا اليومية, مثل أجهزة الاتصالات والضوئيات ووسائل الإعلام ووسائل النقل والآلاف من الأجهزة الأخرى، إضافة إلى أن خطوط الإنتاج الضخمة، مهما كان نوعها أو المواد التي تنتجها. يتم التحكم بها بواسطة الإلكترونيات بأحجام كبيرة وكفاءة متدنية، حيث كانت تعتمد على الصمامات المفرغة كبيرة الحجم. ولكن مع مرور الوقت تطورت الإلكترونيات تطورا كبيرا أحجامها وزادت كفاءتها وأصبحت تطبيقاتها تنتشر في جميع أرجاء العالم.
كما على المعلم أن يجعل درسه مرغوبا فيه لدى الطلاب خلال طريقة التدريس التي يتبعها، ومن خلال استثارة فاعلية التلاميذ ونشاطهم . ومن الأهمية بمكان أن نؤكد على أن المعلم هو الأساس. فليست الطريقة هي الأساس، وإنما هي أسلوب يتبعه المعلم لتوصيل معلوماته وما يصاحبها إلى التلاميذ.
وأما دور المعلم في التعليم الإلكتروني، منها: متعاون ومتعلم ومرشد ومدرب وموجه ومسهل لمصادر التعليم.
المراجع العربية:
1. أحمد، حمدى بن عبد العزيز. 2008. التعليم الإلكتروني، الفلسفة-المبادئ-الأدوات-التطبيقات. دار الفكر، عمان – الأردن.
2. الجندي، زكريا يحيى وعلياء عبد الله . 2005. الاتصال الإلكتروني وتكنولوجيا التعليم. مكتبة العبيكان جامعة أم القرى- مكة المكرمة.
3. الصالح، صالح بن مبارك الدباسي وبدر الدين عبد الله . 2005. تكنولوجيا التعليم الماضي والحاضر والمستقبل. مكتبة الملك فهد، جامعة الملك سعود – الرياض.
4. زين الدين، محمد محمود . 2007. كفايات التعليم الإلكتروني. كلية المعلمين بجدة السعودية. جامعة قناة السويس – مصر.
5. عامر، طارق عبد الرؤوف . 2007. التعليم والمدرسة الإلكترونية . دار السحاب، جمهورية مصر العربية.
6. نبهان، يحيى محمد . 2008. الأساليب الحديثة في التعليم والتعلم . دار اليازوري العلمية، عمان- الأردن.
7. نصر، حسن بن أحمد محمود . 2007. تصميم البرمجيات التعليمية وإنتاجها. مكتبة الملك فهد – جدة.
المرجع الإلكتروني:
1. al-Musa, Abdullah bin Abdul Aziz. 2008. Antara Guru dan Media Elektronik. (http://www.al-soman.com/vb/archive/index.php/t-20440.html. Diakses 20 Juni 2009)
2. al-Zarkani, Kholil Hasan. 2007. Peran Guru dalam Pembelajaran Elektronik. Ringkasan Disertasi (Online). (www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Student. Diakses 21 Juni 2009)
* Saiful Mustofa, Sekretaris Program Magister PBA PPs. UIN Maliki Malang.
Hp. 081233434500. email: saifulmustofa@gmail.com
24 Agu 2010
Langganan:
Posting Komentar (Atom)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar